الاثنين، 14 مارس 2011

الألعاب الإلكترونية .. نظرة أكثر جدية


ربما تكون أحد أهم الأسئلة التي بحثت لها عن إجابة أثناء تغطية Intel Game On2 هو, هل هناك مجال لأن تخطو الألعاب الإلكترونية خطوة حقيقية الى الأمام في منطقتنا العربية ؟؟ إن ما أتحدث عنه هنا هو ليس انتشار الألعاب الإلكترونية و لا نطاق استخدامها بين الكبار و الصغار و لكن ما أتحدث عنه هو تغيير في النظرة اليها, في طريقة التعامل معها و ربما في استغلالها و الإستفادة منها.
قبل أن أخوض أكثر في هذا الموضوع, ربما يكون من الأجدر أن أضع ردا على تساؤل قد يدور في أذهان البعض, و هو لماذا قد نشغل بالنا بالأمر من الأساس ؟؟
تابع بقية المقال ..
الجواب ببساطة هو أن الألعاب الإلكترونية هي حقيقة واقعة, شديدة الانتشار, ذائعة الصيت و هي أحد أكثر الأنشطة التي يزاولها الأفراد على اختلاف أعمارهم و أجناسهم لأوقات طويلة دون ملل. و لما كانت ما حققته الألعاب الإلكترونية من شعبية باتت تقارب شعبية مشاهدة الرياضات التقليدية مثل كرة القدم على سبيل المثال إن لم تتفوق عليها فإنه كان من الطبيعي أن يزداد ما تناله من اهتمام, و ما نهدف اليه هنا هو أن ننظر الى الأمر نظرة أكثر جدية تهدف الى البحث عن سبل جديدة لاستغلال هذا الإرتباط الجارف لنسبة هائلة من الشباب بشكل خاص بالألعاب الإلكترونية في أنشطة أكثر متعة بالنسبة لهم و ربما كذلك أكثر فائدة.
ما أتحدث عنه بشكل رئيسي هنا هو فكرة المسابقات المنظمة للألعاب الإلكترونية و فكرة اللاعبين المحترفين ممن يحصلون على مقابل نظير ما يقضونه من وقت في الإستمتاع بالألعاب الإلكترونية. ما شاهدته في Intel Game On2 و ما علمته من نوايا فريق عمل Intel بخصوص تنظيم مسابقات قادمة على النهج ذاته و لكن بحجم أكبر و على نطاق أوسع يؤكد لي أن فكرة تنظيم مسابقات منظمة و محكمة لمحبي الألعاب الإلكترونية قد باتت أمرا سهل التنفيذ و أن ما لدى الشركات الكبرى مثل Intel من حافز يدفعهم لرعاية و تنظيم مثل هذة الأحداث يمثل فرصة جيدة لتنظيم أحداث كبرى بشكل منتظم تقدم فرصة للاعبين الهواة و محبي الألعاب في الحصول على تقدير مناسب لما يقضونه من وقت في اللعب دون عائد حقيقي في المعتاد فضلا عن التواصل مع آخرين يملكون الإهتمام ذاته و يجدون المتعة في اللعب الجماعي.
أما عن الأمر الآخر و هو تطبيق مفهوم اللاعبين المحترفين ممن يتقاضون مقابل مادي عن اللعب و يستطيعون المشاركة في منافسات رسمية دولية فللأسف الشديد أظن من واقع ما رأيته أن الفارق مازال كبيرا للوصول الى تحقيق ذلك و إن كان الأمر ليس بالمستحيل. إن الدافع لتطبيق مثل هذا المفهوم كبير و يستحق العمل من أجله خاصة إذا عرفت أن قيمة جائزة الحصول على المركز الأول في نهائيات العالم التي تبدأ فعالياتها اليوم في لعبة مثل Counter Strike قد وصلت الى 45 ألف دولار أمريكي فيما وصلت قيمة جائزة المركز الثاني الى 25 ألف دولار و 14 ألف دولار لمن يحقق المركز الثالث.
و إن كان هذا مثال للعبة واحدة في مسابقة واحدة فستدرك سريعا أن الصورة العالمية لمنافسات ما بات يسمى بالرياضات الإلكترونية تكتمل بسرعة كبيرة و المجال يبدو لي مفتوحا لأن يحصل من يقضون ساعات عدة متصلة بشكل يومي في ممارسة الألعاب الإلكترونية دون عائد على مقابل حقيقي يصنع لهم فارق كبير و يعود بالنفع عليهم أولا و أخيرا.
إن ما ينقصنا في الوقت الحالي باعتقادي ليس وجود المسابقات و التي كما أشرت سابقا فإنها من الواضح ستزداد في الفترة المقبلة أكثر و أكثر و هي تمثل فرصة مناسبة للمتميزين في هذا المجال للظهور و الانتقال الى مستويات أخرى و لكن ما ينقصنا بالفعل هو الرؤية, الفكر و التنظيم من جانب محبي الألعاب الإلكترونية, فبين الملايين من هؤلاء و هم من يقضون ساعات طويلة بتفرغ تام لهذة الألعاب لا أدري لماذا لا نرى محاولات و لو قليلة لتكوين فرق المحترفين و لا شك لدي في أنه فور أن يتألق أحد هذة الفرق بشكل ملفت للأنظار و ينظر الى الأمر نظرة أكثر جدية و تنظيما فإن الشركات الكبرى ستكون أول من يبحث عنهم لتقديم المقابل الذي ينتظرونه.

0 comments:

إرسال تعليق